Wednesday, May 15, 2013

عيد العمال .. عيد الثورة

عيد العمال .. عيد الثورة

كانت العاملات و العمال هم من مهدوا التربة للثورة المصرية و هم من زرع روح الرفض و التمرد ضد نظام مبارك الاستبدادي. كانت الطبقة العاملة المصرية هي من قالت لا للتهميش و الإفقار و الخصخصة عبر نضالاتها المتصاعدة منذ بداية القرن. ثم انتقلت إلي التنظيم فبنت أول نقابة مستقلة حتي قبل الثورة. و شارك العمال في الثورة و هتفوا بصوت عال "ثورتنا ثورة حرية .. مش عايزين الحرامية" و ويلك يا مبارك من العمال .و الشعب يريد أسقاط النظام. و نجح العمال و نجح الشعب المصري كله في إسقاط الطاغية و فتح الباب واسعا أما مصر جديدة حرة و ديمقراطية و خالية من الاستغلال.


و بعد الثورة انتقلت الطبقة العاملة بكل حماس لتنظيم نفسها و لمواصلة الاحتجاج فبنيت مئات النقابات المستقلة و اتحادات نقابية و جرت الآف الإضرابات و الاحتجاجات استطاعت فيها أن تكسب الطبقة العاملة بعض الحقوق المحدودة هنا و هناك و لكنها تعلمت درسا كبير و هو أن التنظيم هو سلاح لا غني للعمال عنه في مواجهة الاستغلال و الإفقار و الفصل و الاعتقال.

و الآن يأتي عيد العمال يوم أول مايو كي ننظر لماضينا القريب و نتأمل حاضرنا و نستخلص الدروس و العبر و نحدد مسار النضال المقبل. فأعياد العمال هي مناسبة للتضامن و التآخي و الدرس و التفكير . عيد العمال هذا العام يأتي و الطبقة العاملة تعاني أشد من أي وقت مضي. فالنظام الإخواني ليس إلا نسخة من نظام مبارك تتاجر بالدين. و الأحوال الاقتصادية تهوي للقاع بينما طواغيت المال و المحاسيب يكنزون بعرق العمال و الفلاحين و الصيادين و بالمتاجرة في ثروة الشعب الطبيعية و أرضه. فكيف نواصل من هنا؟

أن أول شيء يجب أن تدركه الطبقة العاملة هو أن التضامن بين كل العمال بمختلف مهنهم و صناعتهم هو حجر الأساس لكل نضال ناجح. لقد انهمك العمال كل في موقعه في بناء نقابة تخص هذا المصنع أو ذاك أو المصلحة أو الهيئة و لم يسعفهم الوقت للنظر خارج أسوار مصانعهم و منشأتهم . آن الأوان أن ينظر كل عامل خارج سور مصنعه و يري رفاقه العمال علي أمتداد مصر يعانون ما يعاني و يناضلون من أجل ما يناضل له. آن الأوان أن تسعي الطبقة العاملة لتوحيد صفوفها و تنظيمها علي أمتداد الوطن كله و ليس فقط في هذا الموقع أو ذاك. أن نظام الاستغلال يضع حواجز مصطنعه بين العمال بعضهم و بعض و يشجع الغيرة و التنافس بينهم كي يقسم صفوفهم. علي العمال أن يدركوا هذا و أن يحققوا علي مستوي الصناعة كلها ما حققوه علي مستوي الوحدات. فكيف يمكن توحيد حركة الطبقة العاملة؟

أن الخطوة الأولي لتوحيد الحركة العمالية هي رفع شعارات عامة تتضمن في داخلها الشعارات الجزئية الخاصة بالموقع. و عبر تاريخ حركة الطبقة العاملة تبلور شعارين رئيسيين و هما حد أدني للأجر 1500 جنية شهريا و حد أقصي لا يذيد عنه 15 ضعفا. و الحرية النقابية.فأصبح علي العمال أن يشنوا نضالا واسعا بكل الأشكال الممكنة من أجل انتزاع هذين المطلبين الجوهريين. و عليهم استخدام نقاباتهم المستقلة الوليدة و توعيه انفسهم و زملائهم بأهمية هذين الهدفين. حد أدني للأجور يضمن حل كل قضايا الأجور و العلاوات و التثبيت علي أمتداد الوطن كله. و رغم ذلك فهذا الرقم يقل عما طالبت به الحركة العمالية من قبل. و الحد الأقصى هو ضمانة أمكانية توفير الحد الأدنى. لقد تأمر النظام الإخواني في دستوره المشبوه و لم يلتزم بالحد الأدنى و نص علي الحد الأقصى ثم سحبه بإمكانية الاستثناءات.

و الحرية النقابية هي المحور الثاني الذي يجب أن تجتمع حوله الحركة العمالية. أن النظام يدرك خطورة أن ينظم العمال أنفسهم لذا يكون أعضاء اللجنة النقابية أول من يتعرض للفصل بل و السجن و يرفض النظام أصدار قانون الحريات النقابية الذي وضعته الحركة العمالية بل و يعد قانونا يجرم فيه الأضراب و يحل النقابات المستقلة. أن نظام الإخوان يريد عبر تعديل قانون النقابات أن يستولي علي الاتحاد العام الأصفر و يجعله ذراعه وسط الحركة العمالية كما كان ذراع مبارك. و في نفس الوقت يعد العدة القانونية للإطاحة بالنقابات المستقلة و يرفع من وتيرة قمع الحركة الإضرابية بما في ذلك استخدام الكلاب البوليسية ضد العمال و إلقاؤهم من الأدوار العليا بل و تكليف سائقي القطارات عسكرية . أن هذه الآلة القمعية لابد من مواجهتها بكل حسم و لن يتأتى ذلك إلا عبر وحدة الحركة العمالية في ربوع الوطن

فما هي الإجراءات الملموسة التي يمكن أتخذها لتحقيق وحدة الحركة العمالية من أجل شعار حد أدنى و حد أقصى و حرية نقابية؟هناك عديد من الإجراءات الممكنة و هذه بعض الاقتراحات
1 – وضع ميثاق لحركة النقابات المستقلة ملزم للجميع ينص علي تضامن الحركة النقابية و نشره وسط العمال
2 – أصدار جريدة عمالية وطنية لتعريف العمال بعضهم ببعض في المواقع المختلفة
3 – عقد مؤتمرات للقطاعات الصناعية – الغزل و النسيج الكيماويات المعدنية الخ – علي أن يضع كل مؤتمر برنامج مطلبي خاص بالقطاع يلتزم الجميع بالعمل علي تحقيقه
4 – أنشاء اتحادات نقابية إقليمية في المدن و العمل علي ضم العمال في المنشآت الصغيرة
5 – أنشاء مراكز مشتركة للتدريب علي العمل النقابي

أن الطبقة العاملة تقترب من أن تكون أكثر طبقات المجتمع تنظيما الآن – 5 مليون عامل في النقابات – و عليها أن تتحرك كي تكون أكثر الطبقات وعيا بمصالحها و بمصالح الوطن. أن الذين يحصرون أفق النضال العمالي في حدود النقابة و الاتحاد و المكاسب المادية المباشرة يرتكبون خطاء فظيعا حتي و أن كانوا مناضلين مرموقين في صفوفها. أن الطبقة العاملة المصرية مطلوب منها دورا رئيسيا ليس في المشاركة في الثورة فحسب بل في قيادة كل الطبقات الشعبية تجاه تحقيق النصر و أقامة سلطة الشعب. أن الفلاحين و الصيادين و المهمشين و فقراء المدن و حتي الطلاب و المثقفين يتطلعون لأن تلعب الطبقة العاملة دورا رياديا لإنجاز مهمات الثورة و لا يمكن الانتصار علي الفاشية الإخوانية دون هذا الدور . عيد العمال يأتي هذا العام و معه تحديات كبيرة للطبقة العاملة و معه أيضا أمكانيات كبيرة لها و العمال المصريين سيرتفعون لمستوي المسئولية.
يا عمال مصر أتحدوا




No comments:

Post a Comment