Sunday, December 9, 2012

الثورة المصرية الثالثة : ما العمل؟

الثورة المصرية الثالثة : ما العمل؟

1 – أن النظام الإخواني وصل للحكم بدعم إمبريالي رجعي بهدف سحق الثورة – تأمين إسرائيل – استمرار سياسات التقشف و الإفقار. و قد قام هذا النظام بدوره فيواصل سياسات الإفقار عبر قرض الصندوق و يتورط في سياسات صهيونية لتهجير الفلسطينيين و مزيد من التواجد الأمريكي في سيناء. و العنصر الثالث في سياسته و هو سحق الثورة يتمثل في الدستور الرجعي الفاشي الذي يراد تمريره غصبا


2 – أن ثورتنا لها طبيعة خاصة و هي أنها ثورة سياسية شعبية يحركها الشعور العام أكثر من القيادات و المنظمات . هكذا كانت ثورة يناير و مذ ذاك تزايدت عناصر التنظيم -في شكل أحزاب و نقابات – لكنها ما زالت أضعف من أن تمثل قيادة للحركة الثورية . و بينما تمثل القيادة رافعا للحركة الثورية إذا كانت قيادة ثورية حقا فأنها تمثل أيضا خطرا علي الحركة الثورية أن كانت قيادة مهادنة. و يترافق مع هذا أن العنصر الأكثر فاعلية في الثورة هم الطبقة المتوسطة و فقراء المدن.

3 – أن صعود الإخوان للسلطة يعنى أن شرائح من نفس طبقتهم الحاكمة أصبحت مستبعدة. و هذه الشرائح قد تشارك في الحراك الشعبي بهدف استعادة مراكزها القديمة. كما أن الخطاب الديني المنفلت للإخوان يستعدي قطاعات معينة تلك التي لا تتوافق مع هذا الخطاب – السياحة و الترفية و الفنون الخ -و من ناحية أخري فأن العسكر يعتبرون أنهم الجواد الرابح في النهاية بحكم التاريخ و المركز الاقتصادي و القوة العسكرية فيختارون "الحياد" و هم يدركون أن سيناريو عكسي لصعود الإخوان يمكن أن يحدث أي أن تنهك قوي الثورة و الإخوان بعضهما البعض و ينفتح المجال لبروز عسكري سافر جديد.

4 – أن الإخوان بحكم تركيبتهم و تاريخهم و المهمة الملقاة علي عاتقهم -سحق الثورة- يسعون إلي أخونة الدولة و السيطرة الكاملة عليها و هم في هذا يستعدون أقسام مهمة من الطبقة الرأسمالية و خصوصا الطبقة المتوسطة.

5 – أن أصدار الإعلان الدستوري ثم سلق الدستور و الدعوة للاستفتاء تأتي في هذا السياق كي تمثل هجوما عاما شاملا من الإخوان علي كل القطاعات و الطبقات و لذا تشتعل المواجهة العنيفة بين الثورة و قواها الحية و بين الإخوان. و أمام الإخوان طريقين أما التراجع المهين و بالتالي فقد القدرة علي تحقيق الهدف – سحق الثورة – أو الاستمرار في المواجهة بما ينزع عنهم الشرعية و يجعل أسقاطهم قضية وقت . و ربما تكون هناك مناورة سياسية هنا أو هناك تؤخر أي من المصيرين لكنها لن تمنع حدوثه بشكل كامل.

6 – أن القوي الثورية المكونة أساسا من شباب الطبقة الوسطي و فقراء المدن لا تلتزم بجبهة الإنقاذ و لا تعتبرها قيادة لها إلا بمقدار تحركها في الاتجاه الثوري. مع تباينات مهمة بين شخوص جبهة الإنقاذ – فارق كبير بين عمرو موسي و بين البرادعي مثلا. و من زاوية أخري فأن القوي الثورية حينما ترفع شعار "الشعب يريد أسفاط النظام" فهي لا تطرح نفسها بديلا لهذا النظام و لا تدعم طرفا بعينه كي يتولى السلطة. و ربما تكون جبهة الإنقاذ أقرب من منظور القوي الثورية لتولى السلطة لكن هناك تحفظات كثيرة عليها خاصة لجهة الفلول.

7 – أن الشعب كما أوضحت المليونيات المتتالية و أخرها المظاهرات الحاشدة حول القصر الرئاسي و المواجهات العنيفة أمام مقار الإخوان في المحافظات يعتبر أن القوي الثورية قائدا في هذه اللحظة الحرجة. و أن قضية "الوطن" و "مصر" علي المحك و لذا نشاهد بوضوح الشعارات الوطنية تسود و ليست الشعارات الطبقية

8 – أن هناك تطورا مهما في سياق العملية الثورية و هو الدور الأكثر فاعلية التي تلعبه المحافظات و شبابها كما أتضح من المواجهات العديدة و لأشك أن هذا يعني أتساع رقعة الثورة و ذياده نفوذها كما يعني أن قضية القيادة أصبحت أكثر تعقيدا

9 – أن القوي اليسارية دورها محدود في الثورة و نفوذها كذلك و هو ينمو بقدر أقترابه من نبض الشارع و تعبيره عنه. أن أنضمام القوي اليسارية لجبهة الإنقاذ هو من باب السير منفردين و الضرب معا و عليها ألا تلتزم إلا بما يمليه عليها ضميرها الثوري و تحليلها للواقع العياني فلا يجب أن يشكل وجود اليسار ضمن جبهة الإنقاذ عائقا سياسيا لها.و في نفس الوقت تحافظ علي هذه الجبهة حتي تكمل مهماتها

9 – بناء علي كل ذلك فأننا نتوقع أن تستمر المواجهات بين القوي الثورية و بين النظام الإخواني و أن تتصاعد المواجهات. و علينا أن نحل قضية كيف يمكن أنتقال السلطة. و حجر الزاوية هنا هو "فترة أنتقالية ثورية" أن المطلوب هو أعادة بناء أجهزة الدولة و القانون لتتماشي مع منجزات ثورة يناير – دستور - تطهير أو مقرطة - أنتخابات – و أن أي سلطة جديدة يجب أن تكون سلطة مؤقتة مرتهنة بهذه الأهداف مثلا لمدة سنة واحدة. و من هنا قضية الحكومة المؤقتة أو المجلس الرئاسي أيا كانت التسمية. و لن يستجيب الإخوان لمثل هذا التوجه بالتأكيد و لن يكون أمام القوي الثورية سوي الإطاحة بهم في نهاية المطاف. و مثل هذه الإطاحة ربما تستغرق بعض الوقت تبعا لتعقدات العملية و المناورات لكن يجب علينا أن يكون واضحا لنا و لقواعدنا أن هذا هو الطريق الذي يمضي فيه الصراع السياسي الاجتماعي

10 – أن قوي اليمين الديني سوف تحارب بشراسة دفاعا عن ما تعتقده تكليف ألهي و أنطلاقا من قاعدة اجتماعية و قوي ضخمة منظمة و مسلحة و دعم خارجي من جهاديي العالم.و لا يوجد مقابل لهذه القوة وسط الشعب الثائر سوي الشعب نفسه. أن هذا يفتح الباب أمام حرب أهلية / عمليات فاشية واسعة النطاق و يعنى خسائر ضخمة في الأرواح. و هذا في حد ذاته يجب تجنبه بكل وسيلة ناهيك عن تأثيره علي القوي الثورية و علي الوضع الثوري عموما

11 – لذا فأن الفترة الانتقالية يجب أن تتضمن كل الأطياف السياسية بما فيها الإخوان أنفسهم و يجب أن تكون مفتوحة بحيث يمكن أن تستوعب العملية السياسية كل الأطياف بشكل متساوي.

No comments:

Post a Comment