Saturday, December 1, 2012

ما العمل مع الدستور الفاشي؟

ما العمل مع الدستور الفاشي؟

كما كان متوقعا هرب النظام الإخواني للأمام سلق الدستور سريعا في جلسة مراثونية استمرت 18 ساعة و سلمته الجمعية لصاحب العمل الرئيس مرسي و اسرع مرسي بالإعلان عن أستفتاء بعد أسبوعين علي الدستور الفاشي.
و بشكل تلقائي طرح سؤال ما العمل و هذا الدستور؟ هل نذهب لنصوت بلا أم نقاطع الاستفتاء؟
و في الحقيقة أن السؤال نفسه خاطئ لما؟


نحن أمام عمليتين سياسيتين كبيرتين تشمل المجتمع كله من أقصاه لأقصاه عملية رسمية بقيادة الإخوان تهدف إلي تكريس الدستور الفاشي و من ثم سيطرة أكثر أحكاما للإخوان علي جهاز الدولة و قمع مشدد للشعب. العملية الثانية هي المعارضة السياسية واسعة النطاق للرئيس و جمعيته التأسيسية و نظامه و هي العملية التي انطلقت منذ أسبوعين و أسفرت عن أعتصام التحرير و مظاهرات مليونية متتالية و معارك شوارع في عديد من المدن. سؤالنا إذا يجب أن يكون كيف نطور العملية السياسية الثورية و ندفعها للأمام في ضوء الخطوة الجديدة -المتوقعة- أي الإعلان عن الاستفتاء. فالقوي الثورية و الديمقراطية لا تملك ترف أن تكون في وضع محايد بين العمليتين و إلا فقدت ثوريتها و ديمقراطيتها
إذا السؤال يكون هل المقاطعة أم التصويت ب لا سيدفع العملية الثورية للأمام؟

و لا يمكنني أن أقول أنني أعرف كل حجج المنادين بالتصويت بلا. لكن أهم حجة هي أن القوي الفاشية أقلية و نحن نمثل الأغلبية و يمكننا هزيمة الدستور في الاستفتاء.و هذا أستنادا علي أرقام أنتخاب مرسي الذي تدهورت شعبيته بدون شك منذ الانتخابات.لكن من الزاوية العملية من زور الدستور سيزور الاستفتاء بدون أدنى شك.إذا فلا معني للمشاركة في عملية تجمل وجه النظام في النهاية. ثم أن القضاة ممتنعين عن المشاركة في عملية الاستفتاء. و دعوات الأشراف الدولي هي محض أوهام لن تتحقق. لكن من منظور أخر أهم. المشاركة في الاستفتاء تعني تحويل العملية الثورية كي تكون تابعا لعملية النظام و مرتهنه به.تعني أن نتوقف عن المسار الثوري و ننتقل إلي مسار العملية السياسية التي يمتلكها و يسيطر عليها النظام الإخواني.

و بدرجة أقل ينطبق نفس الشيء علي مقاطعة الاستفتاء إذا أصبحت المقاطعة تعني أن نشغل وقتنا و جهدنا في الدعوة للمقاطعة. فالمقاطعة لست هدفا في حد ذاته و إنما يجب أن تكون رافعة لزيادة الحشد الثوري في أتجاه الحركة الذي تحدده القوي الثورية. و بهذا المعني فأن ميعاد الاستفتاء لا يعنينا كثيرا.

أن هذا لا يعنى أن نتوقف عن التشهير بالدستور الفاشي و طبيعته و أهدافه و طبيعة العملية – المؤامرة التي أظهرته و تزوير الاستفتاء الخ . غير أننا يجب أن نفعل ذلك في سياق العمل الثوري بأوسع معانية.

أن قضيتنا هي الأتي ببساطة قامت القوي الثورية و الديمقراطية بمحاولة لجعل مرسي و نظامه يفتحون المجال السياسي لمشاركة قوي المعارضة في الأعداد لمستقبل البلاد و ذلك من خلال سحب الفرمان المسمي "إعلان دستوري" و أعادة بناء الجمعية التأسيسية بشكل توافقي. و كما كان متوقعا رفض مرسي و نظامه أي مشاركة في عملية صياغة مستقبل البلاد. فلم يعد أمام القوي الثورية و الديمقراطية سوي الإطاحة الثورية بهذا النظام الاستبدادي. أي الإطاحة بالرئيس و دستوره و جمعيته و كل ما يمت بصله له. تماما كما كان الحال مع نظام مبارك الاستبدادي أيضا. مرسي استنسخ نظام مبارك حرفيا و أضف أليه الطابع الديني الطائفي بشكل أكثر كثافة مما كان من أيام السادات.

الإطاحة الثورية بهذا النظام هي هدف العملية الثورية الجارية

الحرب الأهلية

هناك تخوف من أن يؤدي تصاعد المد الثوري لحرب أهلية. و هو خوف في محله تماما فقد حرق الإخوان و رئيسهم مرسي مراكبهم و هم مصرين علي فرض هيمنتهم علي الوطن و شعبه بكل وسيلة بما فيها العنف الدموي و آجلا أو عاجلا ستنتقل المواجهة من الإعلام و التحريض إلي السلاح . و ربما يكون وضع الجيش -و الشرطة لدرجة أقل- في حالة الحياد السلبي عنصرا مثبطا لهم عن اللجوء للعنف. لكنهم في نهاية المطاف لن يكون أمامهم غير ذلك. و هذا هو ما اتبعوه في مواجهات المدن بورسعيد – دمنهور – الإسكندرية – المنصورة – المحلة – طنطا و ربما مدنا أخري كذلك.

و تثير قضية الحرب الأهلية عديد من القضايا أولها قضية الانقلاب العسكري. و يحذر البعض من تصعيد المواجهة حتي لا يحدث أنقلاب عسكري يكون بطبيعته فاشية عسكرية جديدة. خاصة و أن فكرة الانقلاب العسكري أصبحت تلقي شعبية لدى قطاعات معينة رافضة لحكم اليمين الديني الإخواني. و لا يمكن أنكار أن هذا خطرا قائما لكن من ناحية أخري لا يمكن القبول بفاشية دينية خوفا من "احتمال" فاشية عسكرية. و الأهم هو أن القوي الشعبية أن استطاعت أن تتصدى لهجمات الإخوان و أن تطور نفسها بحيث تصبح خطرا داهما علي نظام مرسي فستكون قد أطاحت بالقيادة السياسية للبلد لثالث مرة في سنتين. و بالتالي سيكون من الصعب جدا علي أي نظام أن يتجاهل هذه القوي حتي لو كان نظاما عسكريا.

كما تثير قضية الحرب الأهلية فكرة "تدمير البلد" و انقسام الشعب الخ تعبيرات الرعب المرتبطة بها. و هي تعبيرات حقيقية و لا مبالغة فيها. لكن في الحقيقة أن النظام الإخواني المدعوم أمريكيا و إسرائيليا سيؤدي إلي مثل هذه الكوارث و أكثر. و يكفي أن ننظر للوضع في سيناء أو صعيد مصر. بالإضافة إلي أن سماح القوي الثورية باستمرار هذا النظام ستؤدي لكوارث أكثر رعبا و هولا. و التجربة الإيرانية خير دليل.


No comments:

Post a Comment