Saturday, July 24, 2010

حركة بلا رأس

حركة بلا رأس
ما هي الحركة التي تجري الآن وسط الشباب؟ و كيف يمكن التعامل معها؟ و ما هي دروسها؟ أظنها أسئلة يجب أن تشغل المهتمين بالشأن العام خاصة من جهه اليسار. و إجابتي المختصرة هي العنوان حركة بلا رأس. لماذا؟ لان الحركة أكثر و أكثر تحصر نفسها في أطار قضية خالد سعيد و ليس في الإطار الأوسع لمناهضة التعذيب. و حتي حينما ترفع شعارات خارج أطار قضية خالد سعيد مثلا إلغاء حالة الطوارئ فهي تفعل ذلك أنطلاقا من قضية خالد سعيد. و حتي قضية خالد سعيد نفسها لا تجد موقف واضح منها. فمثلا التهم الموجهة للقتلة لا تتعدي عقوبتها 4 سنوات لان ليس بينها تهم قتل و هذا يكاد لا يثار. من الطبيعي أن يكون تحت سطح الشعارات المرفوعة الغضب العام من مجمل الأوضاع بدء من تدهور "مكانه" مصر عالميا إلى البطالة و من غياب الحريات إلي الضيق بالقوي السياسية الرسمية الخ. لكن حركة لا تستطيع أن تعبر عما يكمن تحت السطح و عما يؤرق المشاركين فيها هي بالضبط حركة بلا رأس. و لا أقصد هنا عدم وجود قيادة محددة. ففي الحقيقة تحاول القيادات أن تفرض سلوكا صارما بشكل شديد الافتعال علي المشاركين. و ربما هذا أيضا ربما مرجعة أفتقاد الرأس. أنما أقصد تحديدا حركة لا تعرف ما الذي تسعي له و كيف تصل إلى هناك.و يتجلى أفتقاد الرأس أيضا في أساليب الحركة. مثلا المحاولة المستميتة للحركة أن تتجنب المواجهة مع النظام "ثورة الصمت" كما لو أن هذا ممكنا و كما لو أن هذا نظام آخر غير نظام الشرطة نفسها التي قتلت خالد و غيره. و يتجلى في الأساليب التي تبتعد عن قصد أوسع فئات الشعب. فالحركة علي الكورنيش و في ميدان التحرير بالملابس السوداء. بعيدا عن العشش و العشوائيات و كرموز و الخ.
يمكن القول بضمير مرتاح أنها حركة الطبقة الوسطي. لكن هذا لا يقدم تفسيرا كافيا فتلك الطبقة قادرة علي أشكال متنوعة جدا و متعددة من المبادرات السياسية و تكاد تكون معظم الحركات التي عرفتها مصر و تميزت بالقوة و وضوح الرؤية و الجذرية و أن لحد ما حركات للطبقة الوسطي أيضا . الأساسي في نظري هو أنها حركة بلا رأس لا تري كيف يمكنها أن تحقق أهدافها. بمعني أخر حركة ساذجة سياسيا و متخلفة تنظيميا و أبعد ما تكون عن النضج فكريا. نعم هي أنعكاس لحال الطبقة الوسطي. وهي في ذلك تذكرة و أستمرار لحركة 6 أبريل.
ما الذي يمكن فعله إزاء وضع كهذا؟ بداية أن كل مطالب الطبقة الوسطي غير ممكنة التحقيق بشكل حقيقي ما لم تتحول إلي مطالب للشعب بأوسع طبقاته. و أنا هنا أتحدث عن تحقق عميق مثلا للديمقراطية و ليس ديكور شكلي.و في تصوري أن الطبقة الوسطي بشكل غريزي ما تدرك هذه الحقيقة. و يتنازعها أتجاه للارتباط بمجمل الشعب كدعم لها و أتجاه الخوف من تجذر الحركة و طرح الأمور الحقيقية علي مائدة النقاش فتكون قضية السلطة و الثروة هي محور الحركة. و في مثل هذا الواقع المتخلف تكون المسئولية مضاعفة علي هؤلاء الذين ينتمون لليسار. فلا يمكن إنقاذ هذه الحركة من نفسها دون أن يشكل شباب اليسار كتلة مستقلة داخلها تعلن موقفا شعبيا من قضايا التعذيب و تسعي إلي أقناع الآخرين به و إلي العمل من حوله بأساليب تتناسب معه
و أتصور أن يستند مثل هذا الموقف إلي
  1. أن التعذيب ليس مجرد سلوك فردي و لا حتي سياسية وزارة و أنما هو سلوك طبقة كاملة حاكمة تريد أن تحكم سيطرتها بأي ثمن
  2. أن الحركة المناهضة للتعذيب لا يمكن أن تحقق نجاحات دون أن ترتبط بالذين يتعرضون للتعذيب بشكل يومي مثلا سكان طوسون و أهالي ميدان الساعة و القائمة تطول (هذا غير خارج الإسكندرية بالطبع).
  3. و بالتالي فالحركة المناهضة للتعذيب عليها أن تتواجد و تعمل وسط هؤلاء و تسلحهم و تتسلح بهم بالوعي و التنظيم الضروري لمواجهه الجلادين.
  4. أن الحركة المناهضة للتعذيب لا يجب أن تقتصر علي كونها حركة مطلبية بل أن تكون حركة فعل من الناس. فعل من نوع مراقبة الشرطة و تصويرها – تصور مثلا لو أن قضية خالد سعيد كانت قد صورت- و تشكيل مجموعات من المحامين للدفاع عن حقوق عامة الناس – بما في ذلك مرتكبي الجرائم فهم بشر لهم حقوق - في مواجهه التعذيب و سؤ أستخدام الشرطة لسلطتها. فضح القائمين علي التعذيب حيثما هم و كشفهم للرأي العام. الفعل الشعبي المباشر هو الأداة الأكثر فاعلية للوصول للمطالب
  5. و لذلك فالحركة المناهضة للتعذيب لا تقصر نفسها علي وسائل بعينها بل تحتضن و تشجع كل المبادرات و الأفكار التي يطلقها الناس
و قد يكون من المناسب تشكيل لجان أو عقد مؤتمر عام أو أجراء واسع لإعلام جمهور المنخرطين في الحركة بطبيعة موقف الكتلة اليسارية من حركة مناهضة التعذيب
أن هذه الحركة حركة بلا رأس و هناك دعوة لجهة ما كي تسعي لتكون هذا الرأس فهل يقبل شباب اليسار الدعوة؟

1 comment:

  1. الصديق العزيز/ حسن
    لك خالص تحياتى واسمح لى أن أرسل لك تعليقى على المقال على الرابط التالى:
    http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=223732
    خالص تحياتى
    رياض محرم

    ReplyDelete