Friday, November 20, 2009

تأملات كروية

تأملات كروية
إنجاز
شعوب عطشي للإنجاز عطش صحاريها. شعوب لم تبني سدا منذ السد العالي. لم تنجب طه حسين أو جميلة بوحريد منذ أيامهما.شعوب لم تعرف قضية منذ قدمت لأخرها مليون شهيد. شعوب لم تصنع علاجا لفيروس سي و لم تبحر وراء الأفق. شعوب لم تري مجدا و لم تعرف عزة منذ عصور. شعوب بلغ عطشها للإنجاز حدا أنها أصبحت تراه كأحلام اليقظة. تراه في أي شيء و في كل شيء حتي في مسابقة كرة و ليس في أنتزاع الكأس بل في مجرد التأهل للمسابقة. شعوب عطشي عطش الصحراء لانها نست تاريخها أو لم تدركه أصلا. نست أن كل إنجاز يجب أن يسبقه إنجاز.كل خطوة للأمام تشترط خطوة آخري. كل بناء يجب أن يسبقه أعدادا له .كل إنجاز يحتاج إلي أنجاز اجتماعي.
وطن
في البدء كان الناس. و حينما تواطنوا أصبحوا مواطنين. ثم بنو معا بناء سموه وطن. و لما أعجبهم رفعوا فوقه قطعة قماش ملونة للزينة سموها علما. كان ذلك منذ زمن سحيق. قلة قليلة ما زالت تتذكر الوطن. و قلة أقل ما زالت تعرف المواطنين. و لكن الجميع الآن يتلحف بقماش الزينة.
تهميش
كما ذكور النحل التي لم تلحق الأنثي في زمن اللقاح. ملقية مجهدة تلفظ أنفاسها الأخير لا يأبها بها أحدا. إلا هؤلاء الذين ينظرون لها كفريسة سهلة. كما ذكور النحل تلك في حياتها القصيرة لكن دون الاشتراك في السباق لتمرير الجينات. قبيل سكرات الموت الأخيرة يعن لها أن السباق ما زال مستمرا و أن الأنثي الجائزة ما زالت تحلق هناك بحثا عن الأقوى. و في غيبة كل آمل و في الوحدة القاحلة تنتعش الخيالات و يتراقص السراب. و مثل ذكور النحل المقضي عليها تندفع مرة آخري أندفاعا أهوج في كل أتجاه و الأنثي الحقيقية تحتضن بيضها منذ زمن. بل ربما أدركت في لحظة صحو عابرة أنه لا أنثي هناك لكن هذا لا يهم البتة فذكور النحل مقضي عليها بالفناء.

No comments:

Post a Comment