الشعار المفتقد الجمهورية البرلمانية
الثورة المصرية و الثوار المصريون يعرفون ما الذي يريدون أن يهدموه مثلا الإطاحة بمبارك و عصابته و قانون الطوارئ و مجلس الشعب و الشوري الخ. لكنهم لا يعرفون علي وجه الدقة ما الذي يريدون أن يقيموه.و ما هو شكل المجتمع الذي يسعون لبناءه و ما هي خصائصه. فباستثناء حق تشكيل الأحزاب و الجمعيات و الحريات العامة الخ. لا يطرح الثوار شكلا لمجتمع ما بعد الثورة أو المجتمع الذي تنتجه الثورة. و هذا ليس قصرا علي عامة المحتجين بل يتضح في البيانات و التصريحات التي يطلقها قادة الثورة أنفسهم.كي تستطيع الثورة أن تكمل طريقها بنجاح يجب أن يكون لها مثلا أعلى. يجب أن يكون لها هدف تسعى أليه. و هذا الهدف لا يمكن أن يكون أستبدال مبارك و سليمان بشخص آخر. بديكتاتور جديد. لان أيا من يأتي بعد مبارك في ظل النظام القائم سيكون ديكتاتور جديد. بل أن الثوار يكادوا لا يدركون معني شعار الثورة "الشعب يريد أسقاط النظام" فالنظام المراد أسقاطه ليس مجرد شخص شيخ المنصر و حاشيته. بل مجمل التركيبة القانونية و السياسية التي سمحت بتولي مبارك الحكم لمدة ثلاثين سنة. أن الشعار المفتقد للثورة هو شعار البناء ما الذي نريد أن نبنيه؟ و الإجابة هي "جمهورية برلمانية" جمهورية تكون فيها السلطة لممثلي الشعب المنتخبين بحرية. و يكون فيها الصلاحيات التنفيذية لرئيس الوزراء و يكون رئيس الوزراء هذا مسئولا أمام البرلمان. و يكون فيها رئيس الجمهورية له صفة تشريفية ليس أكثر و ليس له صلاحيات. و يكون فيها القضاء مستقلا و تكون الانتخابات بالقائمة النسبية. و تكون حقوق التنظيم و الاحتجاج مكفوله و حقوق الاعتقاد مضمونه دستوريا. و هذا قريبا من دستور 23 الذي أسسته الثورة المصرية عام 1919 عدا أمرين أن دستور 23 أسس لملكية دستورية و نحن ألأن لا نريد ملكية بل جمهورية. و أن دستور 23 وضع في يد الملك صلاحيات كثيرة و نحن ألأن لا نريد صلاحيات مطلقا لرئيس الجمهورية. مثل تلك الجمهورية البرلمانية قائمة في بلدان كثيرة جدا من العالم الهند و إسرائيل الخ. الجمهورية البرلمانية تضمن أن يكون الشعب قادرا ليس فقط علي تجديد رئيس السلطة التنفيذية مع كل أنتخابات تشريعية بل أيضا أختيار البرامج و القدرة علي سحب الثقة من رئيس الوزراء المنتخب. و الجمهورية البرلمانية تعطي لأطياف الشعب المختلفة فرصة للتعبير عن توجهاتها و ممارسة هذه التوجهات بشكل يومي من خلال برلمان له كل الصلاحيات.
الشعب يريد أسقاط النظام . الشعب لا يريد نظاما رئاسيا أي يريد نظاما برلمانيا .. جمهورية برلمانية
No comments:
Post a Comment