العمال و الثورة
نظام مبارك الديكتاتوري كان يعيد خلق نفسه في كل موقع . فتجد أن المحافظ في محافظته صورة مصغرة من مبارك في مصر كلها و رئيس مجلس الشعب كذلك و الأمر يمضي علي هذا المنوال كل مسئول هو ديكتاتور صغير في مكانه. و في المصانع و أماكن العمل بشكل عام ديكتاتور صغير اسمه رئيس مجلس الإدارة. و كما مبارك يتصرف مع أمريكا يتصرف الديكتاتور الصغير مع من هم أكبر منه. النظام الديكتاتوري ليس في نظام البلد السياسي فحسب بل في كل مكان. و النقابات التي من المفروض أن تكون مؤسسة شعبية هي أيضا صورة من النظام الديكتاتوري.فالانتخابات الشكلية تفرز هؤلاء الديكتاتوريين الصغار. و كما يعتمد مبارك علي الأمن في مواجهة الشعب أيضا يعتمد الديكتاتوريين الصغار علي الأمن في تعاملهم مع من هم في مجالهم. فالبلد يتحكم فيها الأمن و كذلك المصانع و الشركات و حتي الجامعات. و الثورة تعني الإطاحة بهذا النظام الديكتاتوري القمعي و أحلال نظام ديمقراطي محله. نظاما جديدا يقوم علي أساس أن مصدر السلطة ليس الأمن و ليس الديكتاتور و لكن الناس أنفسهم الذين يعملون. و لذلك لا يجب الإطاحة بمبارك فحسب لكن يجب الإطاحة بكل هؤلاء الديكتاتوريين . و لا يجب فض الأمن – كما حدث في ميدان التحرير و علي أمتداد مصر – بل يجب أيضا فض قبضة الأمن علي المصانع و الشركات و كل المؤسسات. و لا يجب حل مجلس الشعب المزور بل يجب أيضا حل النقابات المزورة لانها لا تمثل العمال. أن دور العمال في الثورة بجانب أنهم يشاركون كغيرهم من المواطنين فيها هو تحقيق الثورة في أماكن عملهم. الإطاحة بالنظام الديكتاتوري في الشركات و المصانع. أي طرد الأمن من المصانع و الشركات . أعادة بناء النقابات علي أساس أنتخابات شعبية حقيقية أو بناء نقابات جديدة مستقلة. فرض مشاركة العمال في أدارات المصانع و أدارة المصانع مباشرة من قبل العمال في الشركات التي هرب أصحابها. أن هذه العملية تبدو معقدة جدا و صعبة و غير مضمونه النتائج. لكن كما أن وحدة الشعب و تضامنه أستطاعت تحقيق الثورة فأن وحده العمال و تضامنهم تستطيع تحقيق ذلك و أكثر. فما الذي سيستفيده العمال من هذا؟ سيستفيد العمال أنهم سيصبحون سادة أنفسهم أو علي الأقل مشاركين في تقرير الأمور بدلا من أن يكونوا تابعين. فالتثبيت و العلاوة و المنح و الإجازات و كيفية التصرف في ميزانية الشركة أو المصنع كلها يمكن أن تعمل لصالح العمال بدلا من أن تكون علي حسابهم. لكن حتي يتحقق هذا لابد من الإطاحة بالديكتاتور الصغير في كل موقع.
No comments:
Post a Comment