Monday, July 11, 2011

رسالة للمعتصمين في التحرير و باقي الميادين


رسالة للمعتصمين في التحرير و باقي الميادين
الثوار الأعزاء .. أحيكم بتحية الثورة
أستطاع شعبنا أن يحقق ثورة رائعة في 25 يناير و أطاح بالديكتاتور في مشهد من أروع مشاهد التاريخ تلاحم فيها الشعب معا بكل فئاته و طبقاته و أجياله. ثم أجمع الثوار و الشعب بعد مرور خمس شهور علي الثورة علي أن رأس النظام قد أطيح به بينما النظام نفسه ما زال باقيا ما زال باقيا في المحاكمات الهزلية و ما زال باقيا في عودة التعذيب و القتل في الأقسام و ما زال باقيا في أعتقال الثوار و محاكمتهم و ما زال باقيا في الفقر و الجوع الذي يعانيه شعبنا. و مرة ثانية أعاد شعبنا لثورته روحها و تألقها بانتفاضته يوم 8 يوليو

أن أي ثورة لا يمكنها أن تطيح بالنظام القديم ما لم تضع بدل منه نظاما جديدا فهي عملية واحدة لا يمكن فصل جانب منها عن الآخر خاصة أذا كنا نريد تجنيب مصر أي فوضي. و حتي الآن لم تنجح الثورة في وضع طوبة واحدة في البناء الجديد – و يجب أن نتحلى بالشجاعة و نعترف بالواقع-. الخطوة الوحيدة التي تصورها البعض جزء من النظام الجديد و هي تكليف حكومة الدكتور عصام شرف يعترف الجميع الآن تقريبا بأنها لم تضف جديدا و أن حكومة دكتور عصام في أحسن الأحوال غير قادرة و ضعيفة و في أسوائها جزء من النظام القديم كما كشفت عن ذلك ميزانيتها.
الثوار الأعزاء أن بناء نظاما جديدا من المحتم أن يتم عبر الشعب و بالشعب و بدون ذلك نكون ندور في حلقة مفرغة من المطالب و الاحتجاجات ثم النكوص و عدم الوفاء ثم الاحتجاجات ثانية. و شعبنا مستعد لأن ينهض ببناء نظام جديد من أسفل شعبنا قادر علي تطهير الشرطة و مراقبتها و قادر علي طرد كل أعوان النظام السابق و قادر علي أستعادة ثرواته المنهوبة و قادر علي الإطاحة بكل مسئول ليس منتخبا أنتخابا حرا نزيها من المحليات فصاعدا حتي أعلي سلطة. شعبنا قادر علي تحقيق هذا كله و زيادة لو توفرت له قيادة و توفرت له خطة عمل و توفرت له فسحة كافية من الوقت. أن حركة الشعب المباشرة من أجل أنجاز ما يجب إنجازه هو السبيل الثوري لبناء نظام جديد. و كما يتم الآن كتابة دستورا بمبادرة شعبية يمكن أن يتم تغيير كثير من المعطيات علي الأرض بمبادرة شعبية.
أن أختيار حكومة جديدة من قبل الثوار و محاولة فرضها علي المجلس العسكري يمثل في جانب منه تقاعسا عن تلبية مطالب الثورة. فأما ستخضع الحكومة الجديدة للنظام السائد و تصبح حكومة عصام شرف بشرطة أو أن تصطدم به و تعجز عن تحقيق أي أنجاز بدون أن تعود للشعب و للثوار. أن تخفي الثوار وراء حكومة جديدة هو تقاعس عن المهمة الأكثر حيوية للثورة و هي بناء قيادة موحدة لها.
أن القضية الأكثر إلحاحا الآن لنجاح الثورة هي بناء مثل هذه القيادة الثورية القادرة علي النهوض بمهمات قيادة الشعب في عملية بناء نظام جديد. ثورتنا كانت ثورة عفوية أنحاز لها الشعب و لم تتوفر لها قيادة حقيقية معروفه و هذا كان من حسن حظنا فلم نستغرق في خلافات و مماحكات. و لكن من ناحية أخري غياب القيادة حرمنا من جني كل ثمار ثورة يناير و علي وجه الخصوص حرمنا من أن يتولى الثوار أنفسهم السلطة لحظة رحيل المخلوع.أن أستمرار هذا الوضع أصبح قيدا علي الثورة.
أن التاريخ يعلمنا أنه لم تنجح ثورة قط دون قيادة و دون قيادة حكيمة و تلقي قبولا شعبيا
أن القيادة الممكنة و الضرورية للثورة هي الجبهة الشعبية. هي جبهة ديمقراطية تجمع كل القوي الثورية علي أختلاف مشاربها و تجمع كل الطاقات المنظمة – مثل النقابات و الجمعيات – في شكل ديمقراطي قائم علي حرية حركة كل تنظيم مع الالتزام بما يتفق عليه ديمقراطيا في الجبهة .
و دور الجبهة الشعبية أن تقدم للشعب قيادة موحدة نابعة من الشعب و من أعتصاماته و من ميادينه و دور الجبهة الشعبية أن تقود هذا الشعب الذي هي منه في بناء النظام الجديد من أسفل بمبادرات شعبية و تقوم ببلورة التوجهات الشعبية تجاه كل مبادرة و كل خطوة سياسية. و الجبهة الشعبية تقدم حلولا لأكثر القضايا تعقيدا مثل الدستور الجديد فحالما تتفق الجبهة علي دستور جديد يصبح المطلوب هو تفعيلة و في كل الحالات تمثل الجبهة ضمانة لعدم أنحراف الثورة عن مهامها و ضمانة لاستمرار العمل الثوري لصالح الشعب.
أن جنين الجبهة الشعبية قائم في الواقع الآن من مئات و الأف النشطاء و الجمعيات و الأحزاب و المنظمات التي تشارك في الثورة و تنسق سويا و تناضل سويا و جنين الجبهة الشعبية قائم في أمتداد مصر و عرضها من الإسكندرية حتي أسوان و في صورة هؤلاء الذين يلبون دعوة الثورة من الشباب و النساء و الرجال. أن تأسيس الجبهة الشعبية و أعلانها بشكل رسمي سيكون له وقع شديد الأهمية علي شعبنا و سيرفع معنوياته و يضاعف طاقته متي علم بأن قيادة ديمقراطية قد تشكلت لقيادة الثورة.
أن الجبهة الشعبية يمكن أن تنشأ فورا لو أتفق المعتصمين علي صيغة ديمقراطية موحدة و معلنه يتم بموجبها بناء الجبهة في كل أنحاء مصر. و يمكن للثوار المعتصمين في التحرير علي أختلاف مشاربهم أن يشكلوا لجنه منهم تكون لجنة تأسيسية للجبهة و تضع برنامجها السياسي و التنظيمي حتي تتم أنتخابات موسعة.
أنني أتقدم لكم هنا بطلب أن تشكلوا فيما بينكم جميعا النواة التأسيسية للجبهة الشعبية و تدعوا كل المعتصمين في كل ميدان أن يحذوا حذوكم و من ثم تضمون لها كل القوي الثورية التي فجرتها ثورة يناير علي أختلاف مشاربها و أهدافها. أن التاريخ سيحاسبكم حسابا عسيرا لو قصرتم في تقديم ما تحتاجه الثورة في لحظتها الراهنة.
و تتقبلوا تحياتي


No comments:

Post a Comment