Sunday, April 25, 2010

برنامج أستعادة هيمنة الدولة .. برنامج فاسد

برنامج أستعادة هيمنة الدولة .. برنامج فاسد
تشكلت جمعية (!) “نحو حركة شعبية ديمقراطية للتغيير" و هذا رابط لبرنامج هذه الجمعية
(الحروف غير المفهومة في الرابط لان الاسم بالعربي)
وقد وقع علي هذا البرنامج كوكبة من ممثلي اليسار في مصر. و في تقديري أن هذا برنامج فاسد من كل النواحي و هذه هي الأسباب
أولا
البرنامج ككل يسعى لاستعادة هيمنة الدولة علي كل نواحي الحياة في مصر – أستعادة الناصرية- و لا يتحلى واضعوه بأي أبداع يمكنهم من رؤية أي شيء إلا الواقع المزري للنظام المزري و الواقع الذي كان أقل قبحا أيام عبد الناصر فيختارون الأقل قبحا. فهو لذلك برنامجا سلفيا. فمثلا القطاع العام و البرنامج الاقتصادي عموما لا يرونه إلا من خلال دولة التنمية التي تماثل دولة عبد الناصر. لا يرون أمكانية تحرير القطاع العام من هيمنة الدولة و من هيمنة راس المال معا و ضعه تحت تصرف جمعية منتخبة من الشعب خاضعة لمجلس الشعب أو أي جهه تمثيلية. و بدل من الحركة للأمام الحركة للخلف. و مثلا لا يرون في إصلاح التعليم إلا أيضا استعادة دولة عبد الناصر التي ستقيم المدارس و تقضي علي الدروس الخصوصية و الخ بدل من وضع التعليم و الصحة و المواصلات بقضها و قضيضها في يد الحكومات المحلية المنتخبة كي تظهر تجارب متنوعه و غنية في التعليم و كل نواحي الحياة. فكرة أعادة السلطة للشعب لم تخطر ببال كتاب هذه الوثيقة
ثانيا
يراهن البرنامج علي عمل كل شيء في نفس اللحظة فبينما سيخوض صراعا ضد الرأسماليين في الداخل سيخوض حربا مع العدو الصهيوني فى الخارج. و هذا ببساطة تضليل للقراء و أذا كان المؤلف يعتقد ذلك فهو أو هي واهم يعيش أحلام اليقظة. و لكن الذي يسمح له بمثل هذا الوهم هو بالضبط أنه ينوي السيطرة علي كل مجالات الحياة في مصر و أقامة دولة استبدادية ناصرية جديدة يستخدم مواردها حيثما شاء بعيدا عن الشعب بعدما نصب نفسه متحدثا باسم هذا الشعب يعرف مصالحة و الخ. هذا تضليل لان حتي مع السلطة الطاغية للناصرية لا يمكن الحرب علي جبهتين. هل إسرائيل لا تشكل عدو و و الخ . نعم هي عدو. أختار أحد الجبهتين و حارب عليها أولا ثم أذا فلحت فيها أنتقل إلي الجبهة الأخري – هذا هو الممكن العملي الوحيد - لا تضلل الناس و تقول لهم أنك ستحارب هنا و هناك و تدعم المقاومة بكل الأشكال الممكنة و كل هذا الأمور التي تجلب الضحك و الرثاء.لأن كل الأشكال تعني الدعم العسكري و الدعم العسكري معناه الحرب مع إسرائيل فهل ستفعل هذا بينما تدعي أنك ستبنى مدارس و مستشفيات الخ. أم أنك لم تفكر في الأمر أصلا !! و بالمناسبة هل الحرب في صالح الشعب أم أن كل حرب يتحمل الشعب ويلاتها من قوته و من حريته و متي يجب علينا أن ننصح الشعب بالحرب ؟ لم يفكر الكاتب أصلا في هذه الأمور
ثالثا
البرنامج يقدم رؤية غير أمينة للواقع المصري. فمثلا يقول عن أضطهاد المرأة و المسيحيين المصريين (الأقباط) أنهما من عمل النظام. و الحقيقة التي يعرفها كل من يسير في الشارع هي أن هذه الظواهر أصبحت ظواهر شعبية و أيضا أن هناك تيار يميني ديني يحرض عليها و يدعمها. لكن البرنامج يؤثر السلامة فلا يتعرض لليمين الديني و طبعا لا يتعرض للشعب. أن أي برنامج تقدمي لا يذكر أن ثورة ثقافية كبري يجب أن تحدث في مصر تتجاوز حتي ثورة 19 هو برنامج لا يستحق التوقيع علية. و لكن مرة أخري الكاتب أو الكتاب يفكرون بأنهم سيستولون علي سلطة الدولة و يحلون كل شيء بقرارات أدارية و نعود للدولة الاستبدادية ثانية أنطلاقا من رؤية غير أمينة للواقع.
رابعا
لا يذكر لنا البرنامج ما هي طبيعة الدولة التي يدعو إليها و لا توجد أشارة واحدة لانها دولة برلمانية. أي أنهم ينون الاحتفاظ بالزعيم صاحب كل السلطات رئيس الدولة. حقيقة أن البرنامج يشير إلي "لجنة" تأسيسية و لكنه لا يتفضل بذكر تأسيسية لماذا. البرنامج بشكل عام لا ينظر إلي قضايا الحريات إلا كديكور. فلا كلمة واحدة عن السلطة و أين ستكون لا كلمة واحدة عن مربط الفرس. فإذا كان هذا البرنامج هو مجرد برنامج أنتقالي بين ما هو قائم و بين ما سيكون يصبح من الضحك علي الذقون القول أنه سيفعل كل هذا. بل تصبح جريمة المصادرة علي حق الشعب باختيار طريق حياته أذا كانت المرحلة الانتقالية ستقرر كل شيء بدلا عن الناس. الحكومات الانتقالية لها مهمة واحدة و فقط و هي أن تضع في السلطة من يختاره الشعب و ليس أن تغير الوضع القائم.
خامسا
البرنامج هو رطانة يسارية سمجة ينقصها روح الأبداع و الابتكار و ينقصها أحترام الشعب الذي تدعي تمثيله و يزيد الطين بلة أن كتاب البرنامج يتصورون أن لديهم حلولا لكل شيء مقدما و لا يتواضعون فى أي موضوع ليقولوا أن من الممكن أن تكون هناك عدة حلول. نفس الذهنية السلفية المنغلقة تريد أن تقدم نفسها باعتبارها حاملة مصر للقرن الحادي و العشرين. لا يوجد في البيان و لو أشارة واحدة لقوي مختلفة و متحالفة ستقرر الأمور. فالدولة الاستبدادية المهيمنة ستعود و ستقرر بالنيابة عنا كل شيء. ألا سحقا لهذا البرنامج.

No comments:

Post a Comment