الثورة المصرية الثالثة : ما
العمل؟
1 – أن
النظام الإخواني وصل للحكم بدعم إمبريالي
رجعي بهدف سحق الثورة – تأمين إسرائيل –
استمرار سياسات التقشف و الإفقار.
و قد قام هذا النظام
بدوره فيواصل سياسات الإفقار عبر قرض
الصندوق و يتورط في سياسات صهيونية لتهجير
الفلسطينيين و مزيد من التواجد الأمريكي
في سيناء. و
العنصر الثالث في سياسته و هو سحق الثورة
يتمثل في الدستور الرجعي الفاشي الذي
يراد تمريره غصبا
2 – أن
ثورتنا لها طبيعة خاصة و هي أنها ثورة
سياسية شعبية يحركها الشعور العام أكثر
من القيادات و المنظمات . هكذا
كانت ثورة يناير و مذ ذاك تزايدت عناصر
التنظيم -في
شكل أحزاب و نقابات – لكنها ما زالت أضعف
من أن تمثل قيادة للحركة الثورية .
و بينما تمثل القيادة
رافعا للحركة الثورية إذا كانت قيادة
ثورية حقا فأنها تمثل أيضا خطرا علي الحركة
الثورية أن كانت قيادة مهادنة. و
يترافق مع هذا أن العنصر الأكثر فاعلية
في الثورة هم الطبقة المتوسطة و فقراء
المدن.
3 – أن
صعود الإخوان للسلطة يعنى أن شرائح من
نفس طبقتهم الحاكمة أصبحت مستبعدة.
و هذه الشرائح قد
تشارك في الحراك الشعبي بهدف استعادة
مراكزها القديمة. كما
أن الخطاب الديني المنفلت للإخوان يستعدي
قطاعات معينة تلك التي لا تتوافق مع هذا
الخطاب – السياحة و الترفية و الفنون الخ
-و من ناحية
أخري فأن العسكر يعتبرون أنهم الجواد
الرابح في النهاية بحكم التاريخ و المركز
الاقتصادي و القوة العسكرية فيختارون
"الحياد"
و هم يدركون أن
سيناريو عكسي لصعود الإخوان يمكن أن يحدث
أي أن تنهك قوي الثورة و الإخوان بعضهما
البعض و ينفتح المجال لبروز عسكري سافر
جديد.
4 – أن
الإخوان بحكم تركيبتهم و تاريخهم و المهمة
الملقاة علي عاتقهم -سحق
الثورة- يسعون
إلي أخونة الدولة و السيطرة الكاملة عليها
و هم في هذا يستعدون أقسام مهمة من الطبقة
الرأسمالية و خصوصا الطبقة المتوسطة.
5 – أن
أصدار الإعلان الدستوري ثم سلق الدستور
و الدعوة للاستفتاء تأتي في هذا السياق
كي تمثل هجوما عاما شاملا من الإخوان علي
كل القطاعات و الطبقات و لذا تشتعل المواجهة
العنيفة بين الثورة و قواها الحية و بين
الإخوان. و
أمام الإخوان طريقين أما التراجع المهين
و بالتالي فقد القدرة علي تحقيق الهدف –
سحق الثورة – أو الاستمرار في المواجهة
بما ينزع عنهم الشرعية و يجعل أسقاطهم
قضية وقت . و
ربما تكون هناك مناورة سياسية هنا أو هناك
تؤخر أي من المصيرين لكنها لن تمنع حدوثه
بشكل كامل.
6 – أن
القوي الثورية المكونة أساسا من شباب
الطبقة الوسطي و فقراء المدن لا تلتزم
بجبهة الإنقاذ و لا تعتبرها قيادة لها
إلا بمقدار تحركها في الاتجاه الثوري.
مع تباينات مهمة
بين شخوص جبهة الإنقاذ – فارق كبير بين
عمرو موسي و بين البرادعي مثلا.
و من زاوية أخري
فأن القوي الثورية حينما ترفع شعار "الشعب
يريد أسفاط النظام" فهي
لا تطرح نفسها بديلا لهذا النظام و لا
تدعم طرفا بعينه كي يتولى السلطة.
و ربما تكون جبهة
الإنقاذ أقرب من منظور القوي الثورية
لتولى السلطة لكن هناك تحفظات كثيرة عليها
خاصة لجهة الفلول.
7 – أن
الشعب كما أوضحت المليونيات المتتالية
و أخرها المظاهرات الحاشدة حول القصر
الرئاسي و المواجهات العنيفة أمام مقار
الإخوان في المحافظات يعتبر أن القوي
الثورية قائدا في هذه اللحظة الحرجة.
و أن قضية "الوطن"
و "مصر"
علي المحك و لذا
نشاهد بوضوح الشعارات الوطنية تسود و
ليست الشعارات الطبقية
8 – أن
هناك تطورا مهما في سياق العملية الثورية
و هو الدور الأكثر فاعلية التي تلعبه
المحافظات و شبابها كما أتضح من المواجهات
العديدة و لأشك أن هذا يعني أتساع رقعة
الثورة و ذياده نفوذها كما يعني أن قضية
القيادة أصبحت أكثر تعقيدا
9 – أن
القوي اليسارية دورها محدود في الثورة و
نفوذها كذلك و هو ينمو بقدر أقترابه من
نبض الشارع و تعبيره عنه. أن
أنضمام القوي اليسارية لجبهة الإنقاذ هو
من باب السير منفردين و الضرب معا و عليها
ألا تلتزم إلا بما يمليه عليها ضميرها
الثوري و تحليلها للواقع العياني فلا يجب
أن يشكل وجود اليسار ضمن جبهة الإنقاذ
عائقا سياسيا لها.و
في نفس الوقت تحافظ علي هذه الجبهة حتي
تكمل مهماتها
9 – بناء
علي كل ذلك فأننا نتوقع أن تستمر المواجهات
بين القوي الثورية و بين النظام الإخواني
و أن تتصاعد المواجهات. و
علينا أن نحل قضية كيف يمكن أنتقال السلطة.
و حجر الزاوية هنا
هو "فترة
أنتقالية ثورية" أن
المطلوب هو أعادة بناء أجهزة الدولة و
القانون لتتماشي مع منجزات ثورة يناير –
دستور - تطهير
أو مقرطة - أنتخابات
– و أن أي سلطة جديدة يجب أن تكون سلطة
مؤقتة مرتهنة بهذه الأهداف مثلا لمدة سنة
واحدة. و
من هنا قضية الحكومة المؤقتة أو المجلس
الرئاسي أيا كانت التسمية. و
لن يستجيب الإخوان لمثل هذا التوجه
بالتأكيد و لن يكون أمام القوي الثورية
سوي الإطاحة بهم في نهاية المطاف.
و مثل هذه الإطاحة
ربما تستغرق بعض الوقت تبعا لتعقدات
العملية و المناورات لكن يجب علينا أن
يكون واضحا لنا و لقواعدنا أن هذا هو
الطريق الذي يمضي فيه الصراع السياسي
الاجتماعي
10 – أن
قوي اليمين الديني سوف تحارب بشراسة دفاعا
عن ما تعتقده تكليف ألهي و أنطلاقا من
قاعدة اجتماعية و قوي ضخمة منظمة و مسلحة
و دعم خارجي من جهاديي العالم.و
لا يوجد مقابل لهذه القوة وسط الشعب الثائر
سوي الشعب نفسه. أن
هذا يفتح الباب أمام حرب أهلية /
عمليات فاشية واسعة
النطاق و يعنى خسائر ضخمة في الأرواح.
و هذا في حد ذاته
يجب تجنبه بكل وسيلة ناهيك عن تأثيره علي
القوي الثورية و علي الوضع الثوري عموما
11 – لذا
فأن الفترة الانتقالية يجب أن تتضمن كل
الأطياف السياسية بما فيها الإخوان أنفسهم
و يجب أن تكون مفتوحة بحيث يمكن أن تستوعب
العملية السياسية كل الأطياف بشكل متساوي.
No comments:
Post a Comment