عن
الربيع العربي و الثورة
الإيرانية
أولا
:
حينما
قامت الثورة الإيرانية عام 1979
كان العالم في بداية
مرحلة النيوليبرالية الاقتصادية.
و التي جاء معها
اليمين الديني شديد التطرف للحكم أو قريبا
منه في المراكز العالمية. و
بينما كان اليمين الديني الإيراني يعارض
"الشيطان
الأكبر" أي
الولايات المتحدة و يصعد لسدة الحكم بناء
علي هذا كان نفس هذا الشيطان الأكبر يساعد
بكل قوة جماعات لا تختلف عن اليمين الديني
الإيراني في أفغانستان الملاصقة.
وقد نجحت الفاشية
الدينية في ترسيخ أقدامها بحكم عنف الثورة
الإيرانية التي صفت الطبقة الحاكمة
الشاهنشاهية القديمة و قواتها المسلحة
و بسبب الفوائض المالية الضخمة لإيران و
ذادها رسوخا الحرب العراقية – الإيرانية.
كان
العالم في نهاية عصر أنقسامه لمعسكرين.
كل الأنظمة الدينية
الرجعية نجحت في هذا السياق. في
سياق تصاعد الصراع الطبقي المحلي في ظل
الانقسام العالمي. فأنظمة
حكم "التحرر
الوطني" فقدت
مصداقيتها لدي الشعوب بتحولها التاريخي
للتبعية و لم تظهر قوة محلية مقاومة كفيلة
بوضع الصراع علي صورته الصحيحة بين من
يملكون و من لا يملكون كنتاج مباشر للتخلف.
و كانت هذه هي الفرصة
التاريخية للشرائحة الطفيلية الرجعية
دينية الأيديولوجية.
الآن
الوضع أصبح مختلفا تماما. أولا
اتضحت الطبيعة الفاشية لليمين الديني في
العالم من باكستان للصومال للسودان الخ.
و أتضح أنها لا تمثل
إلا الفئة الأشد تخلفا من نفس الحكام
الديكتاتوريين و نفس السياسات.ثانيا
انتهت عصر الحرب الباردة و صراع القطبين
بلا رجعة.ثالثا
انطلقت ثورة الاتصالات التي خلقت نوعا
من ديمقراطية شعبية عالمية. و
أعادت تربية و تثقيف جيل كامل من الشباب.
لكن الآن الأزمة
العالمية تمسك بخناق النظام الرأسمالي
العالمي. فهل
يمكن أن تكون الأزمة العالمية هي بديل
الاتحاد السوفييتي؟ هل يمكن أن يكون بسبب
الأزمة العالمية تدعم الإمبريالية أنظمة
فاشية خوفا من تفجر الصراع الطبقي المحلي
علي خلفية هذه الأزمة و أمتدادها المحلي؟
و هو الصراع الذي يهدد بالخروج لحد كبير
من دائرة النفوذ الإمبريالي علي طريقة
أمريكا اللاتينية.
حتي
الآن من الواضح أن الإجابة هي "نعم"
فما نراه من دعم
إمبريالي للأنظمة الفاشية الصاعدة و
القائمة من تونس لمصر للسعودية للبحرين
لقطر لسوريا الخ الخ. في
مواجهة أنتفاضات و ثورات الشعوب العربية
بسبب البؤس الاقتصادي و الاستبداد السياسي.
غير أن هذه الأزمة
العالمية نفسها و المغامرات الإمبريالية
في العقود السابقة تجعل دعما قويا للأنظمة
الفاشية الجديدة أمرا محل شك.
ثانيا
:
القوة
الدافعة للثورة الإيرانية و لثورات
"الربيع
العربي" هي
الطبقة الوسطي المتعلمة و خلفيتها
الاجتماعية هي الطبقات الشعبية المطحونة
و المفقرة و المهانة. و
هذه الطبقة الوسطي عالية الصوت كثيرة
التردد متناقضة المواقف هي حجر الزاوية
في الانتصار الفاشي في إيران.و
بشكل سلبي فأن حجر الزاوية في أنتصار
القوي الرجعية في إيران هو عجز الطبقات
الشعبية عن بلورة بديلا ثوريا ذو مصداقية.
فكما باعت الجماهير
في الخمسينات و الستينات حريتها السياسية
مقابل الخبز من حكومات الإنجاز باعت تلك
الطبقة الوسطي حريتها مقابل العداء
للإمبريالية.
علي
أن ما نشهده الآن في ثورات الربيع العربي
مطالبة الفئة الفاشية لهذه الطبقة بأن
تبيع حريتها مقابل لاشيء أو مقابل
"الاستقرار".
و هو أستقرار لا
تستطيعه الفئة الفاشية الدينية علي خلفية
أحتدام الصراع الطبقي و الفقر.
فلم يعد بيع الحرية
مقابل الخبز متصورا بل أنه يتعارض مع
سياسات صندوق النقد و لا يمكن بيعها مقابل
الاستقلال السياسي بينما الداعم الأكبر
للفاشيات هو الإمبريالية نفسها .غير
أن العنصر المشترك في حالة الثورة الإيرانية
و الربيع العربي هو أستمرار عدم قدرة
الطبقات الشعبية علي بلورة بديل ثوري
حقيقي للفئة الفاشية.
No comments:
Post a Comment