ثورة برتقالية في مصر؟
الثورات البرتقالية هي التي أندلعت في أوروبا الشرقية – و تسمت بألوان كثيرة – و عادة ما تكون بهدف أطلاق الحريات العامة و التخلص من أشكال الحكم الشمولية و الاندماج أكثر في النموذج الرأسمالي العالمي. و غالبا ما يكون المكون الأساسي لها أبناء الطبقة الوسطي و يقودها قسم من الطبقة الحاكمة الغنية. فهل يمكن أن تقع مثل هذه الثورة في مصر مع مقرب حوادث سياسية كبري مثل أنتخابات الرئاسة و مجلس الشعب؟
تبدو هناك عدة عوامل ترجح مثل هذا الاحتمال
أولهما أن الشعب ساخط علي النظام أساسا بسبب الأوضاع الاقتصادية و الفقر و تدني الخدمات
ثانيهما وجود كتلة كبيرة من "النشطاء" أبناء الطبقة الوسطي الذين يطمحون لحرية أوسع و لكسر الاستبداد السياسي
ثالثهما وجود رموز سياسية مثل البرادعي و نور يمكنها أن تقود مثل هذه الثورة
رابعهما أن الولايات المتحدة – و أوروبا - لا تمانع – بل ربما تحبذ – قيام مثل هذه الثورة و التخلص من الشريك القائم الذي فقد مصداقيته و كذلك للقناعه بان القهر السياسي عامل أساسي في تنمية الإرهاب
فيمكن رسم سيناريو يكون فيه الشعب – الفقراء – محايدين أو حتي مشاركين بطرح قضاياهم الاقتصادية في مواجهه النظام. و تكون فيه الطبقة الوسطي في الشارع تطالب بتبديل النظام – أو بالأحرى رأسه – و من ورائهم حركة قوية من منظمات مدعومة من الولايات المتحدة و أوروبا و حملة إعلامية كبري مدعومة من كل منتقدي النظام من الجزيرة لل سي أن أن
و لكن من ناحية آخري توجد عوامل معاكسة لمثل هذا السيناريو
أولهما أن الأغلبية الساحقة من الشعب لا تبدي أهتماما يذكر بتبديل النظام السياسي و تركز علي مطالب أقتصادية مباشرة
ثانيهما أن الطبقة الحاكمة تبدو موحدة خلف النظام – حتي و أن كان بعض الرموز يفضلون أساليب حكم أكثر لينا و حريات عامة أوسع
ثالثهما أن النظام نجح بشكل منهاجي في تخريب عمل معظم الكيانات السياسية القائمة و الرموز السياسية و آخرهم الأخوان
رابعهما أن اليمين الديني ممثلا في تنظيم الأخوان و الجماعات الإسلامية الأخري يستقطب قطاعا مهما من الطبقة الوسطي و قد يشارك في مثل هذه الثورة و لكنه أيضا يمثل خطرا علي كل ما يتعلق بالحريات العامة
خامسا أن مصر فعلا مندمجة تماما في السوق الرأسمالي العالمي و لا توجد حاجة رأسمالية ملحة لتغيير النظام أو فتح الأسواق أو الخ.
سادسا أن الطبقة الوسطي لم تخوض معارك سياسية كبري منذ فترة طويلة مما يحد من خبرتها و أمكاناتها علي خوض مثل تلك الثورة
في وضع مثل هذا يبدو المستقبل مفتوحا علي أحتمالات متعددة. و يبدو أن ثورة برتقالية كاملة – علي النمط الأوكراني أو اللبناني مستبعدة – و يبدو أيضا أن عدم وقوع أي أنتفاضة – أقل من ثورة – أمرا قليل الاحتمال.
القضية هنا أذا كيف يمكن لمن يتبنى مطالب الشعب أن يصوغ سياسية صحيحة في وسط هذا الغموض ؟
No comments:
Post a Comment