Tuesday, June 26, 2012

الصراع الطبقي في مصر و الأزمة السياسية


الصراع الطبقي في مصر و الأزمة السياسية

سوف أكتب باختصار حتي لا يتجاوز المقال الحد المسموح به و هذا المقال مكتوب قبل أعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية

الثورة المصرية هي حلقة من حلقات الصراع الطبقي في مصر و قد بلغت شدته درجة عالية من التوتر و لا يمكن فهم موقف كل قوة من القوي المشاركة دون النظر لطبيعتها الطبقية


1 – قامت الثورة علي أساس تحالف غير معلن بين قطبين رئيسيين أولهما هو الطبقة الوسطي المتعلمة التي تعاني البطالة و انسداد الأفق السياسي و ثانيهما هو فقراء المدن الذين يعانون من الجوع و التهميش. قدمت الطبقة الوسطي الإطار السياسي و قدم فقراء المدن يد الثورة التي سحقت قوات الأمن. و بالطبع شاركت الطبقة العاملة و باقي الطبقات الشعبية إلا أنها أنسحبت من الميدان حال خلع المخلوع

2 – الطبقة الحاكمة قامت بانقلاب عسكري صامت كي تطيح بمبارك من اجل الإبقاء علي النظام ككل و من أجل التخلص من "الأسرة الملكية المباركية" التي هددت بسلوكها الأرعن مصالح الطبقة ككل

3 – استدعي الحكام الجدد – القدامي الجناح الإخواني من الطبقة كي يكون المعبر السياسي عن النظام بالاتفاق التام مع راعي النظام الأمريكي.

4 – الإمبريالية العالمية و قد وجدت الثورات الشعبية تعم المنطقة عمدت ألي دعم الإسلام السياسي – كما تفعل دائما – كوسيلة للحفاظ علي مصالحها و لتهدئة الشعوب الثائرة و هي تفعل ذلك أما مباشرة أو من خلال الوكلاء في قطر و السعودية

5 – منذ ذلك الحين كان هم الطبقة الرأسمالية الموحدة -مؤقتا تحت قيادة المجلس العسكري- هو سحق الثورة عبر مسلسل من المناورات السياسية و القمع و هو ما أفضي لبرلمان هو الأكثر رجعية في مصر و الأكثر عداء لمصالح الشعب.

6 – الطبقة العاملة و لمستوي أقل الفلاحين واصلوا نضالهم الاقتصادي بجرأة أكبر دون أن يشاركوا في العملية السياسية مباشرة بسبب ضعف التنظيم و التربية السياسية و بسبب غياب البديل الثوري

7 – الإخوان المسلمين يعبرون سياسيا عن الجناح الأكثر تخلفا في الرأسمالية المصرية كانوا سابقا يمثلون أغنياء الفلاحين ثم توسعت قاعدتهم لتشمل قطاعا من التجار و خصوصا المرتبطين بالمال الخليجي .

8 – تراجعت الثورة مؤقتا بفضل مناورات النظام و جناحه السياسي الإخواني فاصبح الوضع مهيئا لاشتداد الصراع بين أجنحة الطبقة الحاكمة علي نصيب كل منها من السلطة و الثروة و من ناحية أخري استعادت الرأسمالية التقليدية "الفلول" تماسكها و تنظيمها لحد ما خاصة بعد أقصائها من مجلس الشعب و أصبحت طرفا في صراع السلطة فاصبح لدينا البيروقراطية العسكرية و الرأسمالية التقليدية و رأسمالية الإخوان و لحد ما السلفيين يتصارعون علي السلطة

9 – الإخوان شعروا أن العسكر قد ضعفت قوتهم بسبب هجوم الثورة عليهم و لذا نقضوا اتفاقهم معهم و تقدموا بمرشح للانتخابات الرئاسية – خيرت ثم مرسي – متشجعين بما أظهرته حملة السلفي أبو أسماعيل

10 – المأزق السياسي الحالي يتمثل في أن النظام السياسي المصري نظام ديكتاتوري شخصي و لا يوجد سوى منصب واحد له كل الأهمية و هو منصب الرئيس الذي لا يمكن تقسيمه.و من ناحية أخري لا يبدو طرفا يملك القوة القاهرة التي تجبر الجميع علي أحترام أرادته. لذا فأن القوي الرأسمالية المتصارعة التي أدركت أخيرا أن المنصب الحقيقي الوحيد هو منصب الرئيس تواجه أنسدادا في تقسيم كعكة السلطة. مما يجعل المرجح أن تمتد الأزمة السياسية أو تتصاعد لحرب أهلية أو تندلع ثورة واسعة النطاق تجبر أجنحة الرأسمالية علي التضامن مجدد في وجه الشعب كما فعلت عقب 11 نوفمبر 2011

10 – الشعب و خصوصا فقراء المدن عبروا عن رفضهم للعسكري و الإخوان فانخفض نصيب الإخوان التصويتي بنسبة 40 % و أعطي حوالي 5 مليون أصواتهم لحمدين صباحي كرمز للعدالة الاجتماعية المأمولة مما يعني أن هناك تيارا شعبيا مستقلا يتكون و أن الثورة تمتد بجذورها لعمق المجتمع

11 – الطبقة الوسطي التي قادت الثورة سياسيا انقسمت بين أقلية مؤيده للعسكري خوفا من الديكتاتورية الدينية الفاشية و بين مؤيدين للإسلام السياسي خوفا من الديكتاتورية العسكرية بمعني أخر فأن الطبقة الوسطي خانت تحالفها مع فقراء المدن و انشغلت بجني الثمار أما وراء هذا أو ذاك من أجنحة النظام

12 – اليسار المصري انحاز قسم منه للإسلام السياسي جريا علي تقليد اليسار المصرية في التبعية – للوفد ثم لعبد الناصر - فأيدوا أبو الفتوح – مع السلفيين – ثم ايدوا مرسي و القسم الأخر هو القسم الثوري الذي يسعى لبناء جبهة شعبية مستقلة معادية لكل من العسكر و الإخوان و لكل صنوف الرأسمالية المصرية.

13 – أن المخرج الثوري من هذه الأزمة يتمثل في أولا رفع شعار "جمهورية ديمقراطية شعبية" و بناء جبهة شعبية مناهضة للرأسمالية بكل اشكالها – المجلس العسكري و الإخوان و الفلول – و تنظيم الطبقة العاملة و فقراء المدن من أجل ثورة شعبية توجد أسسها في الواقع


إن العقبة الرئيسية في طريق تحقيق الجبهة لنضال العمال الشيوعيين و الاشتراكيين – الديمقراطيين كانت و ما زالت هي سياسة التعاون مع البورجوازية ، هذه السياسة التي تنتهجها الأحزاب الاشتراكية – الديمقراطية ، التي قادت حاليا و عرضت البروليتاريا العالمية لضربات العدو الطبقي . إن سياسة التعاون هذه مع البرجوازية ، المعروفة باسم سياسة ”أهون الشرين“ ، قد أدت ، في الواقع ، في ألمانيا إلى انتصار الرجعية الفاشية .

1 comment: