Friday, June 24, 2011

جرد حساب سريع للثورة

جرد حساب سريع للثورة
عن دورنا تجاه طبقة المهمشين 
حصلت الثورة المنتظرة بفارغ الصبر. قطاعات و طبقات نالت ما تريده منها فعلا
العسكر تخلصوا من التوريث و ثبتوا أنفسهم في الكرسي الذي يعتبرونه حقهم
الإخوان تخلصوا من أكبر عقبه أمامهم و هي مبارك و يأملون أن تصبح السلطة كلها بيدهم بالديمقراطية

القوي الليبرالية أتسعت بلا حدود و أصبحت تأمل في السلطة هي الأخري
هذه هي الطبقة الرأسمالية بمكوناتها المتعددة و قد نالت ما تريد و منذ ساعة رحيل مبارك و هي تناور و تداور من أجل تشييع الثورة لمرقدها الأخير بكل الاحترام و الأبهة
الطبقة الوسطي لم تجني شيئا من الثورة و لكنها مترددة بين أتباع المشايخ و الليبراليين و بين النزول للشارع و السماح لعجلة الإنتاج بالدوران. و لكن ضمنيا بما أن حيتان الاستغلال الرأسمالي أصبحوا أما في السجن أو مطاردين في عواصم العالم فأن الأبواب تفتح لهذه الطبقة أو ستفتح للصعود
طبقة العمال و الموظفين و هي الجسم الأساسي في الثورة لم تحصل علي شيء ملموس غير أن طاقاتها تفجرت في بناء نقابات و جمعيات و أصبحت هذه الأدوات هي مكسبها من الثورة و هو المكسب الذي يجري الاعتداء عليه أولا في كل تخطيط بدء من قانون منع الاحتجاجات و المحاكمات العسكرية و العنف المباشر الخ. العمال و الموظفين يأملون أن يواصلوا مسيرة الثورة و أن يجبروا الطبقة الوسطي علي أن تتخلي عن ترددها و أن تشاركهم سواء من خلال تنازلات لهم أو من خلال فضح موقفهم.
الفلاحين في القري الثورة بالنسبة لهم بدأت حينما تشكلت أول نقابة فلاحية و لكن لم تنفذ الثورة عميقا في التربة بعد و سوف نناقش وضعهم بشكل مستقل
تبقي طبقة واحدة لعبت دورا حيويا في الثورة سواء في معسكر الثوار أو معسكر مبارك طبقة تغلي بالثورة و لكن ليس لها أمل في شيء و هي طبقة المهمشين و فقراء المدن و السريحة و بائعي الأمشاط البلاستيك و الجرجير و البلطجية و العاهرات و أطفال الشوارع ساكن العشش الصفيح و المناطق "غير الأمنة" مدمني المخدارت أو البرشام أو البانجو أو حتي البنزين.هذا الطبقة شاركت بدور هام في الثورة في حروب الشوارع و في المظاهرات الاقتحامية و لكنها علي عكس الطبقات الأخري ليس لها أمل. و هذه الطبقة بحكم حجمها الهائل ما بين 7 إلي 10 مليون -لا أحد يعلم بالضبط لكن هناك علي الأقل 2 مليون طفل في الشارع-. بحكم هذا الحجم يمكنها أن تقلب أي معادلة. يمكنها أن تقلب الدولة المدنية لدينية و العكس و يمكنها أن تقلب الجيش لأن لديها العدد و الروح الثورية و ليس لديها شيئا تخسره
برامج اليسار الاجتماعية لم تصل بعد لها و أن وصلت فلا فائدة منها لأنها لا تحتوي علي ما تحتاجه و لا ما ينقذها و يضمها للمجتمع الذي نبذها
و يختلف اليسار حول هذه الطبقة بعضهم يقول مع الكلاسيكيات أنها طبقة صعبة التنظيم و لن تنحاز للثورة ما لم تكن هناك قوة عمالية "تجرها" و بالنسبة لي أعتقد أن هذه الطبقة ليس فقط قابلة للتنظيم بل هي منظمة فعلا و معتادة التنظيم و لكنه تنظيمها هي و طريقتها هي التي لا نعرفها نحن أعضاء المجتمع. و لا أريد أن أخوض هذا النقاش الآن
و اليسار أيضا يختلف حول هذه الطبقة و حول دورها و قيمتها لكن في واقعنا المصري الملموس لا يمكن تجنب الموقف الواضح منها
أن الثورة في حاجة لمساندة هذه الطبقة و قلب الثورة المكون من أجزاء من العمال و الموظفين و الطبقة الوسطي سيتدعم لو نجحنا في ربط هذه الطبقة السفلية بهم و بالثورة و الأهم أنه سيذاد راديكالية و جسارة
و لذلك فأنا أقترح علي كل الأحزاب اليسارية أن تقدم رؤية واضحة حول الموقف من طبقة المهمشين هذه. و أقترح أن يضم البرنامج العام لها النقاط التالية
1 أطفال الشوارع مسئولية الدولة القانونية كبند سياسي أجتماعي في الدستور
2 إلغاء الأحكام الصادرة ضد تعاطي المخدرات – و ليس التجارة فيها – و إلغاء عقوبة التعاطي و تحويلها إلي خدمة عامة
3 أعادة بناء الأحياء العشوائية لصالح ساكنيها و بمشاركتهم في التخطيط و في البناء و في الأرباح إذا كانت هناك أرباح
4 أعادة تأهيل سكان العشوائيات الذين لا عمل لهم و لا مهارات من خلال مراكز للتأهيل المهني البسيط و مساعدتهم في الحصول علي عمل أو أعانه بطالة
5 صرف دعم للأطفال في الأسر الفقيرة و خاصة ذات العائل الواحد
و لا يقل أهمية عن البرامج أقتحام اليسار لأحياء هذه الطبقة و نشر برنامجه وسطهم و ضم شبابها لأحزابه


No comments:

Post a Comment