السابع و العشرين من مايو
دعوة لتأسيس مؤتمر وطني لقيادة الثورة
- في 27 مايو خرج ما لا يقل هن 2 مليون مصري في مظاهرات حاشدة لتجديد شباب الثورة
- تميزت هذه المظاهرات بأنها جاءت بكل هذا الزخم علي الرغم من حملة إعلامية شرسة تحرض ضدها و معها حملة لإرهاب المتظاهرين بكل وسيلة و لتخويفهم بما فيها أن المجلس العسكري أعلن أنه لن يؤمن المظاهرات
- تميزت أيضا بأن الإخوان وضعوا كل ثقلهم ضد المظاهرات و اتهموا منظميها بالخيانة و بالطبع لم يشاركوا فيها
- الشعارات التي رفعت واسعة المدى من محاكمة مبارك و عصابته إلي تحويل السلطة لمجلس مدني إلي دستور جديد إلي وضع حد أدنى و أقصى للأجور إلي تطهير المؤسسات و المحليات الخ.
- تلك المظاهرات كشفت بشكل واضح أن هناك أتجاه شعبي قوي يطالب بالتغيير الراديكالي للوضع القائم
- رغم أن دور اليسار و الليبراليين كان واضحا إلا أن هذا لا يعني أن لهم هذا المستوي من الشعبية فلو كان اليسار وقف موقف الإخوان لحدث نفس الشيء و كذلك بالنسبة لليبراليين. نحن أمام حركة شعبية متعددة الروافد و الميول ترفض الوضع القائم
- عدم أتضاح المطالب أو الأهداف و وجود عديد من التوجهات. فحتي القضايا التي تعتبر محسومة و عليها أجماع -مثل محاكمة مبارك و عصابته- هناك خلاف حول كيفية ذلك بين دعاه المحكمة العادية و دعاه المحكمة الثورية السياسية. و حول الدستور هناك خلافات حول أولويته – في مقابل المجلس الرئاسي – و حول طريقة وضعه – جمعية تأسيسية منتخبة مقابل جمعية مختاره من كل فئات الشعب – و المجلس الرئاسي لا يسلم طبعا من الخلافات
- دعنا نتناول قضية الدستور مثلا المطلوب جمعية تأسيسية تقوم بوضع دستور جديد. فما هي أنسب وسيلة لعقد جمعية تأسيسية لا شك هي الانتخابات. لكن ما الفارق بين هذا و بين عقد أنتخابات مجلس الشعب الذي يصبح جمعية تأسيسية – أو يختار من أعضاؤه 100 عضوا ليكونوا جمعية تأسيسية؟ بمعني أخر أنتخابات ثم جمعية تأسيسية ثم دستور جديد ثم أنتخابات جديدة حسب الدستور الجديد. هذا هو الذي يطرحه النشطاء و المجلس العسكري لا فارق. الفارق الوحيد أن النشطاء يعتقدون أن أنتخابات برلمانية الآن تعني المجيء بالقوي القديمة – الأخوان و الوطني – لأنها هي المنظمة و الممولة جيدا. و إذا أفترضنا أن الجمعية التأسيسية سيكون أنتخابها بشكل مختلف فما هو هذا الشكل؟ و لما لا يكون المطلب أن تكون كل أنتخابات قادمة علي هذا الشكل؟
- الخلافات في حد ذاتها أمر لا يقلق أحدا فهذه هي طبيعة العملية الديمقراطية ما يقلق هو غياب آلية ديمقراطية لحسم الخلافات و لوضع أولويات
- ثم هناك خلافات حركية أيضا – بين الدعوة للاعتصام و عدم الاعتصام بين إعطاءهم مهلة شهر و بين أسبوع الخ. و مرة آخري هذا طبيعي ما هو مفتقد هو آلية لحسم تلك الخلافات
- القوي السياسية القديمة و الجديدة أصبحت بعد هذه الجمعة لا يمكنها الادعاء بأنها تمثل الشعب
- الإعلام في معظمة فاسد بحيث أن ضرره أكبر من نفعه بالنسبة للحركة الثورية و الإعلام الثوري ما زال قاصرا جدا عن ملاحقة لا الأحداث و تواترها و لا أتساع الحركة
- كل هذا يطرح قضية "قيادة الثورة" كالقضية الجوهرية رقم واحد علي جدول أعمال الثورة
- بل أن غياب قيادة الثورة هو الذي يجعل قضايا مثل المجلس الرئاسي و الدستور معقدة و مختلف عليها إلي هذا الحد
- و حينما أقول قيادة الثورة لا أقصد تجميع القوي السياسية الفاعلة و لكن أقصد تجميع ممثلين عن الشعب الذي هو صاحب الثورة بلا منازع
- تجربة ثورة 1919 تجربة ملهمة جدا فثورة 19 كان لها قيادة ممثلة في "حزب الوفد" و كلمة حزب هنا كلمة خادعة لأن الوفد تشكل عبر لجان الوفد التي كانت تجمع توكيلات للوفد المصري المفاوض للإنجليز. فلجان الوفد كانت لجان شعبية تماما و منتشرة في كل مصر من أسوان للإسكندرية. الوفد المصري كان أشبه بتجمع شعبي عام من أجل الاستقلال و الدستور. و عاب هذا التجمع غياب آليات ديمقراطية واضحة أعتمادا علي الشعبية الجارفة لقياداته المعروفين.
- تجربة 1964 في أنشاء اللجنة الوطنية للعمال و الطلبة تجربة – علي قصرها – تطرح نموذجا لتشكيل قيادة حقيقية للثورة. و للعلم فاللجنة الوطنية شكلت من خلال أنتخابات عامة في المواقع الطلابية و العمالية – ليس كل المواقع العمالية حقيقة – أفرزت تلك الانتخابات العامة عدد من المندوبين الذين شكلوا اللجنة الوطنية
الثورة الآن بحاجة إلي هذا النموذج علي مقياس كبير مقياس مؤتمر وطني عام يكون هو قيادة الثورة
- المؤتمر الوطني المقترح يتشكل من مندوبين من كل نقابة مستقلة كل لجنة للدفاع عن الثورة بالإضافة إلي تمثيل من قبل كل القوي السياسية و تمثيل يشمل كل محافظات مصر و فئاتها ألخ.
- يمكن أن تتشكل نواة المؤتمر الوطني العام من خلال مبادرة القوي السياسية المقتنعة بأهميته و كذلك النقابات المستقلة المستعدة للمشاركة ثم تدعو تلك النواة كل قطاعات الشعب في كل المحافظات إلي إرسال مندوبين عن طريق الانتخاب
تكون المهمة الأساسية لهذا المؤتمر الوطني العام هي قيادة الثورة و التعبير عن الشعب و صناعة إعلام ثوري و كذلك ممارسة الضغط و ربما التفاوض احيانا مع المجلس العسكري
- المؤتمر الوطني العام يتشكل أيضا في كل محافظة فيكون للقاهرة مؤتمرها الوطني و للإسكندرية و المنوفية الخ. و هذه المؤتمرات المحلية تقوم بدور المؤتمر العام علي مستوي المحافظة
- كنت قد طرحت قبل الثورة دعوة لقت قبولا لتأسيس "الجبهة الشعبية" و المؤتمر الوطني العام هو مثل هذه الجبهة الشعبية في ظروف الثورة,
No comments:
Post a Comment